بدأت الدراسة وبدأت معها شكوي الطلاب حول عدم القدرة علي التركيز وتشتت الإنتباه في أثناء المذاكرة.. في حين أن مثل هذه الشكوي لا تطفو علي السطح أثناء متابعة مباراة كرة قدم أو اللعب علي الكمبيوتر.والسبب كما يؤكد د.محمد المهدي أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية طب دمياط جامعة الأزهر هو الرغبة الخالصة في القيام ببعض الأشياء دون غيرها.. أو بدرجة أكبر فكل إنسان يملك القدرة علي التركيز.. بمعني أدق توجيه الإنتباه كله نحو شئ واحد وإهمال بقية الأشياء في حالة الإستعداد النفسي لذلك.
أما ضعف التركيز فصوره كثيرة أولها إنتقال التفكير من موضوع لآخر بعيدا عن موضوع الدراسة، ثم تأتي المخاوف لتشتت العقل وتشتت الإنتباه نتيجة لأي عوامل خارجية، كسماع صوت تليفزيون أو غيره من خارج الغرفة، أو نتيجة صعوبة المادة التي تذاكر أو الشعور بالملل منها، وفي هذه الحالة ينصح بمراعاة أن يكون مكان المذاكرة هادئا بعيدا عن كل الأصوات والمؤثرات، وأن يكون مريحا وحرارته معتدلة والحرص علي أن تكون الجلسة أيضا مريحة.
وينصح د. المهدي بتوزيع مواد المذاكرة بما يتلاءم مع النشاط الذهني في اليوم والليلة، وذلك بتحديد الأوقات التي يكون فيها نشاط الطالب في احسن احواله ويقوم بدراسة أو مذاكرة المواد الصعبة في هذه الأوقات، ويدع المواد السهلة أو المحببه إليه للأوقات التي يقل فيها نشاطه. وعند الأحساس بتشتيت الذهن أو عدم التركيز يمكن ترديد عبارة: أنا هنا الآن فترديدها عدة مرات تجعل الإنسان يتنبه ويركز فيما بين يديه، مع تحديد وقت محدد للتفكير فيما يقلق، والإلتزام بهذا الوقت وبذلك نحمي بقية أوقاتنا من الضياع.
ولابد من المكافأة بشئ محبب عندما يتم إنجاز ما نريد في وقت محدد.
وأخيرا.. عند الشعور بالملل وضعف التركيز من الأفضل تغيير مواد المذاكرة بأخري مفضلة.
الكاتب: ريهام عبد السميع.
المصدر: جريدة الأهرام المصرية.
